الخميس، 15 أكتوبر 2015

استشهاد الحسين

بسم الله الرحمن الرحيم

تحمل قضية استشهاد الحسين بن علي من أحفاد رسول الله (ص) من بنته فاطمة، معضلة أخلاقية تاريخية. 
فلم أشهد بحياتي قضية تاريخية تحمل نزاعاً بين المسلمين قدر هذه القضية.
واليوم قررت أن أكتب رأيي بها
قراءة ممتعة



قٌتِل الحسين، وكادت أن تفنى معه سلالة النبي على يد السلطة الأموية. ولكن شائت الأقدار أن تبقى ذريته على قيد الحياة، وأن يٌسجل المؤرخون تلك الأحداث عن لسان ناقليها، لتبقى معْلَماً تاريخاً ومحلاً للصراع. 

من خلال اطلاعي على ميول الناس في قضية الحسين وجدت عامة الناس تكاد أن تنقسم إلى قسمين لا ثالث لهما على حد علمي، فقسم يعظَم القضية ويحيي ذكراها سنوياً بمراسم طويلة ولأيام عديدة، وقسمٌ يجهل الناس فيه ما حدث بل وتصيبهم حالة من عدم الاكتراث تجاه ما حدث باعتبارها قضية تاريخية.

وبين الإفراط والتفريط ضاع الحسين، وضاعت ثورته، فتحولت القضية إلى متاجرة بالقصة وبناء أبعاد كثيرة عليها سواء على مستوى الاعتقاد الديني أو الاعتقاد الأخلاقي. فإن نظرنا على مستوى الاعتقاد الديني، وجب علينا معرفة من هو الحسين وما هو أصله، وما هو التوصيف الديني له حسب المرويات والأحاديث. بينما لو نظرنا على المستوى الأخلاقي فيجب دراسة الظروف المحيطة بمقتل الحسين والسلوكيات المصاحبة ومن هم الضحايا وكيف تم التعامل معهم. وبنظري فزاويتي النظر ستقود بشكل واضح إلى مظلوميته. مع أن أحد الأبعاد الدينية يحمل وجهة نظر مناقضة مفادها: خروج الحسين على حاكم مسلم وهذه مشكلة دينية، فالخروج على الإمام الحاكم مهلكة.

لكن لو نظرنا من زاوية سياسية لخروج الحسين، فهو كما ورد تاريخياً قد تحالف مع أهل الكوفة ضد السلطة الحاكمة، ولهذا كانت السلطة الحاكمة تريد إيقافه وتصفيته، فالسلطة الحاكمة لا تريد زعزعة الأمن بخارج عن القانون. ولو نظرنا من زاوية سياسية مخالفة، فقد نرى الحسين كمتصارع على الحكم وطالب له. كل هذه النظرات السابقة ممكنة.

أما وجهة نظر كاتب هذه السطور فهي تميل مع مظلومية الحسين وتعرضه للاضطهاد ووجود صراع واضح على طبيعة السلطة آنذاك.

وفي نقطة استطرادية، تحتمل الأطر الفكرية المختلفة احتمالات كثيرة، فيمكن بناء اعتبارات عقائدية أو سياسية أو أخلاقية على قضية الحسين، فكل شخص سيراها بزاوية معينة حسب الأسس التي بنى عليها نظرته للواقع. لا يعني أن هذا جميع الجوانب ذات صواب، ولكن هذا يعني ببساطة أن كل شخص قام باقصاء الآخر مما منع تكوين صورة شاملة جيدة. 

والله ولي التوفيق.

[ ملاحظة استدراكية: لقد تكلم الشهيد علي شريعتي حول أصل المراسم الحسينية التي تحدث الآن وكيف ترتبط بالدولة الصفوية التي نقلتها عن المسيحية، وللمزيد يمكن الإطلاع على الروابط التالي: 
http://www.alfalq.com/?p=2042
http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0613/bilal_050613.htm]