السبت، 18 فبراير 2017

معضلة العربة: بين داروين وستالين

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يدرك البعض أن الإيمان بالتطور أو بالنظرية الستالينية، يقوم بتحويل تلك الأفكار إلى إطار فكري شامل يُنظَر من خلاله إلى العالم. 
اليوم سأقدم تحليلاً لمعضلة أخلاقية تُعرف بمعضلة العربة وفق وجهتي نظر كلٍّ من داروين وستالين.

قراءة ممتعة

ما هي معضلة العربة؟ 

معضلة العربة هي اختبار أفضل ما توضحه الصورة التالية:



تصوّر أن لديك عربة قطار تسير على سكة، وهذه السكة لديها تفرعاً. أنت لديك القدرة على التحكم بالاتجاه الذي ستسلكه عربة القطار. لكن مجهولاً قام بربط خمسة أشخاص على احد طرفي السكة وشخص واحد على الطرف الآخر. لاحظ أن العربة يجب أن تمر على أحد تفرعي السكة، وبالتالي ستسبب العربة بقتل إما شخص أو خمسة أشخاص، فما هو خيارك؟ 

الحل حسب وجهة نظر ستالين:

لدى ستالين مقولة مشهورة جداً: موت شخص واحد مأساة، بينما موت مليون مجرد إحصائية. وبالتالي من منطلق ستالين فيجب علينا أن نقتل الخمسة وإنقاذ الواحد، لسبب بسيط: الأثر النفسي لإنقاذ واحد أفضل من الأثر النفسي من إنقاذ خمسة. الجميع سيتذكر ذلك الواحد الميت، حتى لو تم انقاذ خمسة. بينما لو تم انقاذ واحد، فسيتحول هذا الشخص إلى نجم ربما وسيعيش ليخبرنا عن حكايته. ولهذا فستالين ينصحك بإنقاذ هذا الفرد لوحده للحصول على أفضل النتائج.

الحل حسب وجهة نظر داروين:

داروين ليس مثل ستالين، فهو وتطوره المزعوم يقدمان عدة جوانب للحل كالآتي:

- إن كان الأشخاص الستة غرباء بالغين: قم بانقاذ الخمسة فهم الأقدر على نشر المحتوى الجيني. 
- إن كان الخمسة أطفال، بينما الفرد بالغ: قم بقتل الخمسة فالأطفال ليس لديهم قدرة على الانجاب، والبالغ يستطيع الانجاب مرة أخرى فيعوض النقص الحاصل من الخمسة. 
- إن كان الستة أطفال: قم بانقاذ الخمسة، لأن عددهم أفضل وفرص بقاءهم أكثر.
- إن كان الخمسة مرضى والسادس سليم: قم بانقاذ السليم.
- إن كان الخمسة غرباء والسادس قريب: قم بانقاذ القريب لأنه يضمن بقاء جيناتك.
- إن كان الستة اقرباء: قم بقتل من ستنتفع بقتلهم أكثر. 

تعقيب:

التفسير الدارويني لا يعد تفسير علمي، بل هو تفسير حسب الإطار الفكري، فالإطار الداوريني يفرض البقاء مع الصراع مع توريث الصفات. ولهذا فإن النتائج أعلاه وإن بدت منطقية وتتفق مع نظرية داروين، إنما هي تتسق والإطار الفكري المتبع.

طبعاً لا يوجد حل لهذه المعضلة، وحلها الوحيد برأيي رفض الإجابة، لا رفض الاختيار. يجب على الشخص الخاضع لهذا الاختبار أن يرفض الأجابة بغض النظر عن موقفه الأخلاقي والعلمي لسبب بسيط: هكذا اختبارات مصممة لكشف الأطر الفكرية فإن أردت أن يتم تعريتك نفسيا، قم بأخذها. 

ودمتم بخير.